السبت فيه معنى الانقطاع، وفيه معنى الخلود إلى الراحة والدّعة. وقد وردت كلمة السبت في القرآن الكريم (5) مرات، وإذا أضفنا كلمة (سبتهم) و (يسبتون) يكون المجموع (7) مرات. واللافت للانتباه أنّ السبت عند اليهود مرتبط بالعدد (7)، ولم يرد السبت في القرآن الكريم إلا عند الحديث عن شريعة السبت عند اليهود. والمتدبر للآيات القرآنية المتعلقة بالسبت يدرك أنّ هناك خصوصية لهذا اليوم عندهم، وإذا أخذنا ما ورد في التوراة الحالية بعين الاعتبار ندرك أنّ خصوصية يوم السبت تكمن في كونه يوماً ينقطع فيه اليهود عن العمل الدنيوي، ويفترض أن ينقطعوا فيه إلى العبادة، ولا يتناقض هذا مع ظلال معاني الآيات القرآنية الكريمة.
واضح أنّ تسمية السبت جاءت من خصوصيته وأحكامه عند اليهود؛ فهناك علاقة بين الاسم وما يفترض أن يمارس فيه من عبادات، مثل ما أنّ اسم يوم الجمعة يناسب ما يكون فيه من اجتماع المسلمين في المسجد للصلاة. وخصوصية يوم السبت عند اليهود، وخصوصية يوم الجمعة عند المسلمين، يدللان على أنّ تقسيم الأسبوع إلى سبعة أيام يرجع إلى أساس ديني، ولا نعلم له أساساً فلكياً. وقد نص القرآن الكريم، وكذلك نصت التوراة المحرّفة على أنّ الله تعالى قد خلق السماوات والأرض في ستة أيام. وقد يعني هذا أنّ اليوم السابع هو اليوم الذي جاء بعد تمام الخلق، أي أنّه اليوم الذي لم يكن فيه خلق يتعلق بالسماوات والأرض، أي أنّه يوم انقطاع. وقد يكون هذا التفسير مقبولاً في توضيح العلاقة بين السبت والعدد سبعة. ولا يُقبل إطلاقاً ما يزعمه اليهود من أنّ الله تعالى قد استراح في اليوم السابع.
لا نستطيع أن نركن إلى التوراة الحالية لما طرأ عليها من إضافات وحذف عبر القرون. ولكنّ الدارس يلاحظ أنّ مفهوم السبت عند اليهود يتعلق بيوم السبت الذي هو اليوم السابع من الأسبوع، ثم هو يتعلق بالسنة السابعة، التي يجب أن تكون السنة التي لا تزرع فيها أرض فلسطين، بل تكون راحة للأرض. ويتكرر هذا كل سبع سنين. وبعد سبع سبوتات، أي (49)سنة، تكون السنة أل (50) هي سنة اليوبيل، ولها أحكام فُصّلت في السفر الثالث من أسفار التوراة. ويلحظ الدارس للتوراة أنّ عدم احترام اليهود لهذه الشريعة يكون سبباً لإخراجهم من الأرض المقدسة، وسبباً لتشتيتهم في الأرض. ويبدو أنّ ذلك أدى إلى الربط بين الرقم (7) والزوال والانقطاع. لذا يعتقد اليهود بأنّ دنيا الإنسان تكتمل سنة (6000) عبري، أي أنّه في الألف السابعة يكون الزوال بزعمهم. وبالرجوع إلى القرآن الكريم نلاحظ أنّ السبع مرات التي ذكر فيها السبت تكرر ثلاث منها في السورة السابعة، وهي سورة الأعراف. وآخر ورود لكلمة السبت في القرآن الكريم كان في الآية (124) من سورة النحل والتي هي (128) آية، ثم تأتي سورة الإسراء التي تتحدث عن زوال الإفساد الإسرائيلي من الأرض المقدسة: "إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه…..".
واضح أنّ جعل السبت كان بعد الاختلاف فيه، وهذا يعني أنّ (جعل) السبت يختلف عن (فرضه)؛ فاحتيال اليهود لانتهاك حرمة السبت، وذهابهم في هذه الحيل مذاهب شتى، أدى إلى التشديد عليهم في أحكام السبت، فكان السبت من الإصر الذي حملوه نتيجة فسوقهم وعصيانهم وانتهاكهم لحرمات السبت ابتداءً. والمتدبر لسياق الآيات من سورة النحل يلاحظ أنّ هناك شيئاً آخر، ألا وهو حكم الله عليهم بالانقطاع، فلم يعودوا ضمن المسيرة المتصلة لدعاة الخير، ولم يعودوا من قادة الهداية، ولم يعودوا يسيرون تحت لواء التوحيد. فكان اعتداؤهم واحتيالهم، وتفرقهم باتباعهم الأهواء، سبباً في حذفهم من قافلة الخير، فانقطع وجودهم وذكرهم في عالم الصلاح والإصلاح، فلا تجدهم إلا أئمة للفسق وقادة للشر.
وأخيراً نقول: من يقرأ عجائب صنع اليهود في احتيالهم للقفز عن المقدسات، يدرك أنّ يهود اليوم على استعداد أن يتنكروا لكل مقدس، بشرط أن ينسجم ذلك مع مصالحهم المادية، أي مع عجلهم المقدس المصنوع من
واضح أنّ تسمية السبت جاءت من خصوصيته وأحكامه عند اليهود؛ فهناك علاقة بين الاسم وما يفترض أن يمارس فيه من عبادات، مثل ما أنّ اسم يوم الجمعة يناسب ما يكون فيه من اجتماع المسلمين في المسجد للصلاة. وخصوصية يوم السبت عند اليهود، وخصوصية يوم الجمعة عند المسلمين، يدللان على أنّ تقسيم الأسبوع إلى سبعة أيام يرجع إلى أساس ديني، ولا نعلم له أساساً فلكياً. وقد نص القرآن الكريم، وكذلك نصت التوراة المحرّفة على أنّ الله تعالى قد خلق السماوات والأرض في ستة أيام. وقد يعني هذا أنّ اليوم السابع هو اليوم الذي جاء بعد تمام الخلق، أي أنّه اليوم الذي لم يكن فيه خلق يتعلق بالسماوات والأرض، أي أنّه يوم انقطاع. وقد يكون هذا التفسير مقبولاً في توضيح العلاقة بين السبت والعدد سبعة. ولا يُقبل إطلاقاً ما يزعمه اليهود من أنّ الله تعالى قد استراح في اليوم السابع.
لا نستطيع أن نركن إلى التوراة الحالية لما طرأ عليها من إضافات وحذف عبر القرون. ولكنّ الدارس يلاحظ أنّ مفهوم السبت عند اليهود يتعلق بيوم السبت الذي هو اليوم السابع من الأسبوع، ثم هو يتعلق بالسنة السابعة، التي يجب أن تكون السنة التي لا تزرع فيها أرض فلسطين، بل تكون راحة للأرض. ويتكرر هذا كل سبع سنين. وبعد سبع سبوتات، أي (49)سنة، تكون السنة أل (50) هي سنة اليوبيل، ولها أحكام فُصّلت في السفر الثالث من أسفار التوراة. ويلحظ الدارس للتوراة أنّ عدم احترام اليهود لهذه الشريعة يكون سبباً لإخراجهم من الأرض المقدسة، وسبباً لتشتيتهم في الأرض. ويبدو أنّ ذلك أدى إلى الربط بين الرقم (7) والزوال والانقطاع. لذا يعتقد اليهود بأنّ دنيا الإنسان تكتمل سنة (6000) عبري، أي أنّه في الألف السابعة يكون الزوال بزعمهم. وبالرجوع إلى القرآن الكريم نلاحظ أنّ السبع مرات التي ذكر فيها السبت تكرر ثلاث منها في السورة السابعة، وهي سورة الأعراف. وآخر ورود لكلمة السبت في القرآن الكريم كان في الآية (124) من سورة النحل والتي هي (128) آية، ثم تأتي سورة الإسراء التي تتحدث عن زوال الإفساد الإسرائيلي من الأرض المقدسة: "إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه…..".
واضح أنّ جعل السبت كان بعد الاختلاف فيه، وهذا يعني أنّ (جعل) السبت يختلف عن (فرضه)؛ فاحتيال اليهود لانتهاك حرمة السبت، وذهابهم في هذه الحيل مذاهب شتى، أدى إلى التشديد عليهم في أحكام السبت، فكان السبت من الإصر الذي حملوه نتيجة فسوقهم وعصيانهم وانتهاكهم لحرمات السبت ابتداءً. والمتدبر لسياق الآيات من سورة النحل يلاحظ أنّ هناك شيئاً آخر، ألا وهو حكم الله عليهم بالانقطاع، فلم يعودوا ضمن المسيرة المتصلة لدعاة الخير، ولم يعودوا من قادة الهداية، ولم يعودوا يسيرون تحت لواء التوحيد. فكان اعتداؤهم واحتيالهم، وتفرقهم باتباعهم الأهواء، سبباً في حذفهم من قافلة الخير، فانقطع وجودهم وذكرهم في عالم الصلاح والإصلاح، فلا تجدهم إلا أئمة للفسق وقادة للشر.
وأخيراً نقول: من يقرأ عجائب صنع اليهود في احتيالهم للقفز عن المقدسات، يدرك أنّ يهود اليوم على استعداد أن يتنكروا لكل مقدس، بشرط أن ينسجم ذلك مع مصالحهم المادية، أي مع عجلهم المقدس المصنوع من