لوكيل: هو الموكول إليه، والمفوض إليه الأمر. وعليه فلا وكيل على الحقيقة إلا الله تعالى. وهو سبحانه سبب الأسباب، ومن يتوكل على الله فهو حسبه. ومعلوم أنّ التوكل هو من أفعال القلوب؛ فهو إيمان وتصديق، ثم هو توجه ورغبة، وهو قوة عظيمة تشحن الإرادات، كيف لا وهو الركون إلى ركن شديد ؟! وما من إنسان إلا ويرغب في وكيل. وما عالم الحسرة، والوهن، والإحباط، وسوء الظن، وما إلى ذلك من أمراض القلوب والإرادات، إلا من نتائج التوكل على غير الله، من المخلوقات الضعيفة، والكائنات المحتاجة.
تُستهل سورة الإسراء بآية تتحدث عن حادثة الإسراء بالرسول، عليه السلام، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى. ويدهشك أنّ الآيات التي تلي تتحدث عن إفسادين لليهود في الأرض المباركة. والذي يهمنا، في هذه العُجالة، الوصية التي أنزلها الله تعالى في التوراة، ثم أنزلها في الآية الثانية من سورة الإسراء: " وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل، ألا تتخذوا من دوني وكيلا..". فلماذا هذه الوصية المشددة والمكررة ؟! وما علاقتها بالإفساد اليهودي في الأرض المقدسة ؟! والواضح من نصّها الكريم أنها وصية وتحذير: " ألا تتخذوا من دوني وكيلا..". وقد يكون من أسرارها أنّ النهايات المفجعة للمجتمعات اليهودية ترجع إلى اعتماد هؤلاء اليهود على وكلاء من عالم الشهادة، وهذا مؤشر على ضعف الإيمان بالله تعالى، وهو دليل أيضا على شدة تعلق هؤلاء بعالم المادة وبالأسباب الأرضية.
إسرائيل شاحاك من الكتاب اليهود الذين يُلفتون انتباهك في قربهم النسبي من الموضوعيّة، وهو من القلة التي انتقدت العنصرية الصهيونية، وكشفت حقيقة الكيان الإسرائيلي في فلسطين. وهو يرى أنّ المذابح، التي تعرّض لها اليهود في المجتمعات الغربية، ترجع في الأساس إلى التحالفات التي كان يقيمها اليهود مع القوى المتنفّذة والظالمة. والعجيب أنّ هذا الخطأ يتكرر وكأنه قانون في حياة اليهود، على الرُّغم من أنّ النتائج كانت دائما مفجعة، وعلى وجه الخصوص عندما تَنقضّ الشعوب على جلاديها. والأعجب من هذا أنّ اليهود لم يستخلصوا العبر، وما زالوا يؤمنون بإمكانية الركون والتوكل على القوى البشرية والماديّة، حتى باتت المادة، وبات رأس المال، المعبود الذي يتوكلون عليه.
عندما شعر اليهود بصعود أمريكا، القوة الجديدة، وجدناهم يسارعون إلى الهجرة إليها، حتى باتوا في أعلى درجات السلم السياسي والاقتصادي، وأصبح الأمريكي شيئا فشيئا يشعر بوطأة أقدامهم على رقبته. وهذا الشعور قابل للتصاعد على ضوء المعطيات التي تُخبرنا بانّ المجتمع الأمريكي يتحول، شيئا فشيئا، إلى مجتمع الأقلية المالكة والأكثرية المغلوبة على أمرها، والتي باتت تشكل الآلة التي تخدم الأسياد، ولديها شعور متفاقم بالغُبن والإجحاف. هذا في داخل أمريكا، أما في الخارج، فقد بات المجتمع الدولي يشعر بالنفور الشديد من هذا المتطفل، الذي يضرب بسيف المارد الأمريكي، ولا يقيم وزنا لمشاعر الآخرين، ولا يشعر أبدا باحتمال انقلاب الموازين، وتغيّر الوقائع، بل ينطلق في سلوكه من منطلق أنّ هذه هي نهاية التاريخ. وبهذا نجدهم يكررون الخطأ، ويقعون في المحذور. ولم يعد بإمكانهم أن يستمعوا إلى رب الناس يحذرهم: " ألا تتخذوا من دوني وكيلا...".
إنّ هذه الوصية لا تخص اليهود دون غيرهم، وإن كانوا هم الأحوج إليها. ونحن لا نعجب من سلوك اليهود هذا عندما نطلع على تراثهم الديني والثقافي، وإنما العجب، كل العجب، أن يذهل عن هذه الوصية الربانيّة بعض من عايش الإسلام، فنهل من القرآن الكريم، والسنّة الشريفة، وتنسَّم عبير تراثه المفعم بالإيمان والثقة واليقين والتوكل: " ومن يتوكل على الله فهو حسبه، إنّ الله بالغ أمره، قد جعل الله لكل شيء قدرا".
تُستهل سورة الإسراء بآية تتحدث عن حادثة الإسراء بالرسول، عليه السلام، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى. ويدهشك أنّ الآيات التي تلي تتحدث عن إفسادين لليهود في الأرض المباركة. والذي يهمنا، في هذه العُجالة، الوصية التي أنزلها الله تعالى في التوراة، ثم أنزلها في الآية الثانية من سورة الإسراء: " وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل، ألا تتخذوا من دوني وكيلا..". فلماذا هذه الوصية المشددة والمكررة ؟! وما علاقتها بالإفساد اليهودي في الأرض المقدسة ؟! والواضح من نصّها الكريم أنها وصية وتحذير: " ألا تتخذوا من دوني وكيلا..". وقد يكون من أسرارها أنّ النهايات المفجعة للمجتمعات اليهودية ترجع إلى اعتماد هؤلاء اليهود على وكلاء من عالم الشهادة، وهذا مؤشر على ضعف الإيمان بالله تعالى، وهو دليل أيضا على شدة تعلق هؤلاء بعالم المادة وبالأسباب الأرضية.
إسرائيل شاحاك من الكتاب اليهود الذين يُلفتون انتباهك في قربهم النسبي من الموضوعيّة، وهو من القلة التي انتقدت العنصرية الصهيونية، وكشفت حقيقة الكيان الإسرائيلي في فلسطين. وهو يرى أنّ المذابح، التي تعرّض لها اليهود في المجتمعات الغربية، ترجع في الأساس إلى التحالفات التي كان يقيمها اليهود مع القوى المتنفّذة والظالمة. والعجيب أنّ هذا الخطأ يتكرر وكأنه قانون في حياة اليهود، على الرُّغم من أنّ النتائج كانت دائما مفجعة، وعلى وجه الخصوص عندما تَنقضّ الشعوب على جلاديها. والأعجب من هذا أنّ اليهود لم يستخلصوا العبر، وما زالوا يؤمنون بإمكانية الركون والتوكل على القوى البشرية والماديّة، حتى باتت المادة، وبات رأس المال، المعبود الذي يتوكلون عليه.
عندما شعر اليهود بصعود أمريكا، القوة الجديدة، وجدناهم يسارعون إلى الهجرة إليها، حتى باتوا في أعلى درجات السلم السياسي والاقتصادي، وأصبح الأمريكي شيئا فشيئا يشعر بوطأة أقدامهم على رقبته. وهذا الشعور قابل للتصاعد على ضوء المعطيات التي تُخبرنا بانّ المجتمع الأمريكي يتحول، شيئا فشيئا، إلى مجتمع الأقلية المالكة والأكثرية المغلوبة على أمرها، والتي باتت تشكل الآلة التي تخدم الأسياد، ولديها شعور متفاقم بالغُبن والإجحاف. هذا في داخل أمريكا، أما في الخارج، فقد بات المجتمع الدولي يشعر بالنفور الشديد من هذا المتطفل، الذي يضرب بسيف المارد الأمريكي، ولا يقيم وزنا لمشاعر الآخرين، ولا يشعر أبدا باحتمال انقلاب الموازين، وتغيّر الوقائع، بل ينطلق في سلوكه من منطلق أنّ هذه هي نهاية التاريخ. وبهذا نجدهم يكررون الخطأ، ويقعون في المحذور. ولم يعد بإمكانهم أن يستمعوا إلى رب الناس يحذرهم: " ألا تتخذوا من دوني وكيلا...".
إنّ هذه الوصية لا تخص اليهود دون غيرهم، وإن كانوا هم الأحوج إليها. ونحن لا نعجب من سلوك اليهود هذا عندما نطلع على تراثهم الديني والثقافي، وإنما العجب، كل العجب، أن يذهل عن هذه الوصية الربانيّة بعض من عايش الإسلام، فنهل من القرآن الكريم، والسنّة الشريفة، وتنسَّم عبير تراثه المفعم بالإيمان والثقة واليقين والتوكل: " ومن يتوكل على الله فهو حسبه، إنّ الله بالغ أمره، قد جعل الله لكل شيء قدرا".